dbsf88
السٌّمعَة : 0 البلد : عدد المساهمات : 57 الدرجات : 182 تاريخ التسجيل : 29/10/2009
| موضوع: الشيخ أبو الأرباح بن المحفوظ الخميس أكتوبر 07, 2010 2:31 pm | |
| الشيخ أبو الأرباح بن المحفوظ من كبار عباد الله الصالحين ، ومشاهير الأولياء المقربين ، والمشايخ العارفين .ولد حوالي : 1205 هـ (1790 م ) . ذكره الشيخ محمد الصغير في كتابه " تعطير الأكوان " وعده من كبار تلاميذ ومريدي الشيخ المختار -رضي الله عنه - قال : . . . ومنهم العارف بالله الشيخ سيدي أبو الأرباح - السعداوي - الذي طاب مسك معارفه وفاح .أهـ وقد مات قدس الله سره في حدود العام الثالث من القرن الرابع عشر ودفن ببلده ، أبقى الله البركة في عقبه -آمين -. نشأ سيدي أبو الأرباح في عشيرته وبين أفراد قبيلته نشأة البسطاء المتواضعين ، وشاءت قدرة الله تعالى وقضت حكمته في سابق الأزل أن يكون لهذا الرجل في يوم من الأيام شأن عظيم ودور جسيم في نشر العلم وإرساء قواعد الدين بين المسلمين .إذ كان من عادات أهل منطقته الحسنة ، وخصالهم الحميدة التى يتمسكون بها ويحافظون عليها زيارتهم السنوية للعارف بالله الشيخ المختار - رضي الله عنه - بأولاد جلال والتى عادت عليهم فيما بعد بالخير والسعادة في دينهم ودنياهم .ولما حان موعدها ذات قدر سار الركب زائرا يتقدمه الأعيان من كبار العرش ، ولما وصلوا إلى الزاوية استقبلهم الشيخ المختار أحسن استقبال وأكرمهم ونعمهم مدة إقامتهم ، ولما أراد تسريحهم استدعاهم لمجلسه وشرع كعادته بوعظهم وإرشادهم لما فيه خير دينهم ودنياهم ،وأخبرهم بأنه يريد أن يعين لهم مقدما وشيخا من الإخوان الصادقين المخلصين لله رب العالمين ليكون عونا لهم ولجميع المسلمين لما فيه سعادة الدارين فسألهم قائلا : أكلكم حاضرون ؟ فأجابوه بنعم ولكن الشيخ أعاد سؤاله مرة ثانية ، وثالثة متفرسا الوجوه ، وتحير في أمره لأنه لم ير من بينهم صاحب الأمانة فتنبه أحدهم لغياب أبو الأرباح فعندئذ أجاب قائلا : يا سيدي لم يغب عن مجلسنا هذا إلا الخادم المكلف بإعداد الرحيل ، فقال الشيخ : أحضروه لربما هو صاحبها ، وكان الأمر كما توقعه الشيخ .فلما حضر أبو الأرباح أشار إليه الشيخ مباشرة بالجلوس بجانبه ومسك يده ولقنه الورد الرحماني وأجازه في ذلك ومنحه أسرارا ربانية ، وأمره بالعماره وضمن له أشياء كثيرة ، ودعا له ولهم بالصلاح والنجاح وسرحهم .ولما عادوا إلى ديارهم شرع الشيخ أبوالأرباح و بمساعدة إخوانه بتأسيس زاويته شيئا فشيئا واشتهر أمره بين الناس وجعل يعمر القلوب بالدين والقرآن الكربم .وكان يشرف بنفسه على تسيير شؤون الزاوية وحفظ نظامها المستمد من ديننا الحنيف وأصالة مجتمعنا الإسلامي ، مراعيا لحقوق الله في حركاته وسكناته والى مايربط القلوب ويحقق التآخي وجمع الكلمة .وكان متواضعا ، شاكرا لله رب العالمين ، خدوما للضيوف والإخوان ، ملجأ للفقراء والمساكين ، داعيا الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة . وكانت الزاوية وقتئذ في الخيام تشتمل على خيمة للشيخ وأسرته وخيم للضيوف وأخرى للطلبة ويرجع تاريخ تأسيس الزاويه حسب ما ذكر في حدود سنة :1246 هـ (1830 م ) وكانت تعرف بالزاوية (الرحالة ) (1) وكان الشيخ أبو الأرباح آية و بركة وعليه الفتح المبين ، وخير دليل على ذلك من تخرج من زاويته من الطلبة حفظة القرآن الكربم وكانت وفاته - رحمه الله - في حدود سنة : 1303 هـ ( 1885 م ) . ودفن ببلدة - ونسة - بلدية عين الشهداء " ولاية الجلفة " ، وخلـف رحمه الله ثلاثة أولاد كلهم على نهجه من الخير والبركة والصلاح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سميت كذلك لأن الشيخ كان متنقلا بخيمته من مكان لآخر (الرحالة) والتواضع والإحسان ، أكبرهم محمد ، و يليه مصطفى ، وأصغرهم أحمد .ونشير إلى أن" أبو الأرباح" رحمه الله ، كان قد أوفد ولده مصطفى مع أحد الإخوان إلى الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي -رضي الله عنه- ، يلتمس له بركته فمكث عنده أياما وأجازه في الورد الرحماني ، وسرحه مزودا بالخيرات والبركات. وعلى نهج والده رحمه الله ، تولى الشيخ مصطفى تسيير شؤون الزاوية إلى أن وافته المنية وذلك سنة : 1361هـ- (1942 م ) وعمره آنذاك ( 89 سنة ) لم يخلف -رحمه الله -عقبا . وخلفه على رأس الزاوية ابن أخيه الشيخ أبو الأنوار المولود سنة : 1305هـ- ( 1887 م ) وكان خير خلف لخير سلف وتوفي - رحمه الله – سنة : 1368 هـ- ( 1948 م ) .ثم اسندت مهام تسيير شؤون الزاوية إلى أخيه أحمد المغربي المولود سنة : 1337 هـ ( 1918 م ) وقد قام بتنشيط الزاوية أحسن تنشيط خدمة للدين والقرآن العظيم. وتزامنت مشيخته مع اندلاع الثورة التحريرية حيث قدمت الزاوية أعمالا جليلة مادية ومعنوية فكانت مركزا وحصنا حصينا للمجاهدين طيلة سنوات حرب التحرير الوطني . وقد زاد نشاطها في المجال الديني والعلمي أكثر فأكثر بتزايد عدد الطلاب الوافديبن إليها من عدة مناطق من القطر ، كالبيض ، وأفلو والأغواط ، والجلفة ، وإلى جانب حفظ القرآن الكريم يدرس الطلبة التفسير ، والحديث ، والفقه ، وفنون اللغة العربية .وقد تولى التدريس بالزاوية عدد كبير من المشايخ والأعلام منهم الشيخ ابن يحي بن سليمان والمغربي بن عبد القادر ، وابنه المرحوم محمد المغربي ، والشيخ أبو الأرباح بن المغربي ، ومكث هذا الأخير مدرسا بالزاوية ( 64 سنة ) وكان متضلعا في العلوم الدينية وتخرج بصحبته أكثر من ثمانمائة ( 800 ) طالب يحفظون كتاب الله عزوجل . وتوفي -رحمه الله -سنة : 1407 هـ ( 1986 م ) . وتوجد بالزاوبة مكتبة تحتوي على أمهات الكتب من فقه ، وتفسير وحديث ، ومخطوطات قديمة جد مفيدة. وقد استقرت الزاوية نهائيا بمكانها الحالي سنة : 1390 هـ - ( 1970 م ) . وفي سنة :1410 هـ ( 1989م ) توفي الشيخ أحمد المغربي - رحمه الله - وخلفه على رأس الزاوية حفيده الشيخ بلقاسم ابن مصطفى وقد أجازه في الطريقة الرحمانية الشيخ خليل القاسمي – رحمه الله - وأول مبادرة قام بها تأسيسه للمسجد الحالي. والزاوية عامرة الآن كعادتها يقصدها الطلاب من كل النواحي لحفظ القران الكربم ، ومبادئ علوم الدين . رحمه الله | |
|