مولده : ولد سنة : 1277 هـ ( 1860 م ) بعين الحمام –ولاية تيزي وزو – من أب إ سمه الحاج أحمد بن سعدة .وأم من أصل أمازيغي إسمها أم سعد .
نسبه : هو سيدي بلقاسم ( زيزن لقبا ، العيفاوي عرشا ) بن أحمد
ابن سعدة بن امحمد ( الملقب بن نصير ) بن أحمد بن إبراهيم بن يحيى
ابن نايل .
نشأته : ذاق طعم اليتم منذ الصغر حيث مات والده – رحمه الله – بالحجاز وتركه صبيا ، فتربى في أحضان أمه وجده لأم .وشاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تلحق أمه هي الأخرى بالرفيق الأعلى وهو في الرابعة عشر من العمر وكفله جده ثم أرسله إلى سيدي أحمد بن شريف بعين معبد ليتولى أمره ولم تدم إقامته عنده طويلا حيث أرسله بدوره إلى شيخ زاوية الجلالية سيدي عطية بن بيض القول ، ومكث عنده ماشاء الله أحبه في تلك المدة ورعاه وقد توسم فيه الخير والبركة والصلاح ولما أراد تسريحه أنبأه بأنه سيكون له شأن في الطريقة القادرية ، وهيأ سفره ودعا له بالخير وأرسله إلى أهله بمنطقة (المليليحة )(1) ، وهناك مارس نوعا من التجارة مع شريك له برصيد من المال كان قد ورثه من أبويه رحمهما الله ، ولم يبلغ إذ ذاك الثامنة عشر من العمر .وفي أثناء هذه المرحلة من حياته بدأت مظاهر الزهد والعزلة تظهر شيئا فشيئا على نمط حياته ، فتخلى نهائيا عن التجارة وأسبابها وعزف عن الدنيا وملذاتها وسلك طريق الآخرة وسعى سعيها فساح في الأرض متنقلا من مكان
1/ تقع شرق جنوب الجلفة ( حوالي 50 كلم ).
لآخر ودامت سياحته اثنتي عشرة سنة قبل أن يستقر مؤقتا بمنطقة وادي الشعير(1) وهناك بالمكان المسمى الميمونة – اتخذ خلوة يتعبد فيها بمفرده وتولى خدمته مدة اعتكافه أولاد سيدي زيان وبخاصة عائلة ابن الضيف من أولاد خالد وذات ليلة رأى في منامه قائلا يأمره بتأسيس زاوية بأولاد جلال وعين له المكان ، فاستبشر الشيخ خيرا بهذه الرؤيا وقصد زاوية الشيخ المختار ونزل ضيفا عند شيخها سيدي محمد الصغيروذلك سنة 1911 م ثم توجه الشيخ إلى بيت الأسرة الصالحة المشهورة ببيت بلهيلوف المتكونة من الأم – بنت العمري – وولدها محمد وزوجته ويعد هذا البيت على ما قيل من أوائل البيوت التي أسست بأولادجلال
وقد حـضيت الأسرة بشرف إقامة الشيخ في منزلهم وكان بركة عليهم فأمدهم الله بالرزق الوفير والخير الكثير وانجب محمد أولادا صالحين (2) بعد عقم دام سنين : ويذكر أن المرأة الصالحة بنت العمري كانت خادمة الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم الهاملي – رضي الله عنه – أثناء خلوته بزاوية أستاذه الشيخ المختار قدس سره وقد أخبرها آنذاك أنه سيأتيها رجل صالح يؤسس في بيتها زاوية عامرة بالدين والقرآن العظيم وأوصاها بخدمته ، وكان الأمر كذلك ، فأسس الشيخ زاويته
في هذا المكان المبارك وشرع مستعينا بالله تعالى في تدريس القرآن الكريم ومبادىء علوم الدين والتف حوله جم غفير من الطلبة والمريدين من المنطقة وخارجها ،كما تكلف بتربية وإيواء وإطعام الكثير من اليتامى والمعوزين . ومن جملة تلاميذه المشهورين الشيخ سيدي عبد القادر هيلوف .
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 - يقع بالقرب من مدينة بوسعادة – ( ولاية المسيلة) .
2 - منهم شيخ زاويته الحالي سيدي عبد القادر هيلوف
وارث أمره وخليفته الحالي على رأس الزاوية ، وسار على نهج شيخه وقام بمجهودات جبارة في توسيع الزاوية ومرافقها ولم يد خرجهدا في البذل والعطاء والكرم والسخاء مواظبا على نشر العلم ودحض الفساد قائما بالنصح والإرشاد لما فيه خير العباد والبلاد ، أمدنا الله بحياته ونفعنا ببركاته ، ومنهم أخوه المغفور له سيدي عبد الرحمان هيلوف ، ومحمد بن فرحات ،وسعد بن قطاف وأخوه امحمد من – فرقة أولاد أدرام – وغيرهم كثير .وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ سيدي بلقاسم كان قد التقى بالشيخ سيدي الهاشمي ( دفين وادي سوف ) بن ابراهيم بن أحمد
( دفين نفطة )(1) و أخذ عنه الورد في الطريقة القادرية و أجازه فيها إجازة عامة ،و كانت السلطات الفرنسية الحاكمة آنذاك تترصده
و تبث العيون حوله ، و قد وضعته تحت الاقامة الجبرية بحيث لا يسمح له با لتنقل من ناحية إلى أخرى إلا بإذن خاص و ذلك بسبب كثرة أتباعه و مريديه و أن أفرادا منهم كانوا متعاطفين مع رجالات حركة الإصلاح الوطني و في شهر أوت سنة : 1945 م أصدرت السلطات الحاكمة آنذاك أمرا بنفيه إلى مدينة الجلفة،وبها وبالمكان المسمى –بوتريفيس- أسس الشيخ زاوية ثانية بحوار السيد الحاج لخضر العمراوي(2) وقد ساعده في ترتيب شؤونها ولوازمها الضرورية
وتصدرالشيخ لتدريس القرآن الكريم ، وتعليم مبادىء علوم الدين وتربية المريدين.
ــــــــــــــــــــــــــ
1- بلدة وواحة في الجمهورية التونسية .
2 - كان رحمه الله جليل القدر رفيع المنزلة عند أهل البلد
وكانت تجمعه عدة لقاءات وزيارات متبادلة مع كبار مشايخ المنطقة ومن هؤلاء الشيخ سيدي عبد القادر شيخ زاوية الإدريسية ، والشيخ سيدي محمد الطيب ، والشيخ سيدي الأزهري شيخ زاوية الأغواط والشيخ سيدي محمد بن ادنيدينة بالجلفة وخاصة الشيخ سيدي محمد نجل القطب الشهير سيدي عبد الرحمان النعاس حيث كان يجتمع معه مساء كل يوم جمعة بمقام الولي الصالح الشيخ سيدي عبد الرحمان النعاس بالجلفة.واستمر الشيخ في التربية والتعليم مواضبا على العبادات وفعل الخيرات حتى وفاته بتاريخ : 4جمادى الثانية 1376هـ الموافق لـ (06/01/1957م) ودفن بالمقبرة الخضراء بالجلفة وضريحه يزار.
تغمده الله بالرحمة والغفران ونفع به
-آمين-