ولد أبو عبدالحميد فضيلة الشيخ لخضر بن خليف بن عيسى(1)
ابن الحاج بن رحمون بن الولي الصالح سيدي سعد النائلي
بفيض البطمة أوائل القرن 14هـ حوالي 1884م من عائلة عريقة
في العلم والنسب وميسورة الحال في ذات الوقت وكان والده الحاج خليف وأخواه الحاج السماتي والحاج محمد بوراس من مريدي الشيخ المختار مؤسس الزاوية المختارية التي ذاع صيتها في الآفاق. حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة بمسقط رأسه ، ثم أرسله والده رفقة أخيه الأكبر سي احمد بن خليف إلى الزاوية الجلالية لتلقي العلم فأخذ عن مشائخها الكثير من العلوم والفنون ومنها على سبيل المثال<علم التوحيد> عن شيخ الزاوية سيدي محمد الصغير ونجل مؤسسها ، وعن العالمين الجلاّليين الشيخ العابد والشيخ مصطفى بن قويدرعلوم الفقه المالكي والتفسير والحديث والسيرة …أما اللغة العربية وبعض علوم الدين الأخرى فقد أخذها عن العلامة الفحل الشيخ محمد بن عبدالرحمان الديسي، ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) -ذكر أن جده الشيخ عيسى كان في صفوف جيش الأمير عبدالقادر حين ما وصل هذا الأخير إلى منطقة جبل بوكحيل، وأن ولديه عكاشة وبلقاسم أستشهدا في معركة من المعارك التي وقعت بين رجال المقاومة وجيش الإحتلال أنذاك بناحية أولاد جلال ، ودفنا بمقبرة الشهداء بجوار سيدنا خالد بن سنان العبسي عليه السلام.
كما أخذ التصوّف عن الشيخ المربي محمد الرحاي أحد تلامذة الشيخ المختار وقد أذنوا له جميعا بالتدريس والفتوى والدعوة إلى الله وإرشاد العامة فاضطلع بهذه الأمانة الكبيرة عند عودته إلى مسقط رأسه حيث كان قبلة للكثيرمن أعراش أولاد نائل لشهرته وثقتهم في فتواه .
ولا يقوتنا أن نشير إلى دوام الصلة بشيوخه الذين كانوا يزورونه من حين لآخر إذ ينالون الحضوة الكاملة نظرا ليسار الحال، ومما سجله الشيخ الديسي في قصيد رائع قوله: يؤرقني بفيض بطمة تذكـار وشوقي عريب عندهم يكرم الجار مساكنهم بين السمـاوة واللوا إلى نحوهم يصبوا المحب وإن جاروا
يشبون نيران الوغى والقـرى فما بسـاحتهم إلا أسارى وزوار
متاجرهم كسب المحامد و العلا فما منهم إلا كمي ومنحــارفسقيا لدار تجمع الأسد والظبـا كناس وخيل جنة حولها نـــار أما شيخه محمد الصغير بن مؤسس الزاوية فكان يحب الإستماع إلى تلاوته المميزة رغم وجود المئات من الحفظة كما يؤمه في رمضان إلى جانب عائلة الشيخ بأداء التراويح وهذه منقبة خاصة له. ولما عاد بعد التزود من ثمار العلم والمعرفة كان الإمام المعلم و الواعظ المرشد و المفتي والمربي لكل من قصده أو عرفه.
وفي أواخر الأربعينيات كان يذهب إلى الزاوية النعاسية بدار الشيوخ لتعليم الفقه وعلوم الدين لطلبتها وعامتها في فصل كل شتاء. بطلب من شيخ زاويتها.
هذا وقد كانت حياته كلها علم وورع وتصوّف وجهاد في سبيل مرضاة الله لايخشى فيه لومة لائم إلى أن لقي مولاه في صائفة 1968 (يوم الأربعاء 14أوت ) تغمده الله برحمته الواسعة .
ومن تلامذته العديد من الفقهاء والأعلام نذكر أشهرهم الشيخ نعيم النعيمي والشهيد الشيخ محمد الصغير وسي سالم لقرب وسي احمد بن الطاهر والشيخ عمارة بن بلخير والشيخ ابن ناج غويني وأخيرا وليس آخرا إبنه العلامة عبد الحميد رحمون.
أما علماء عصره الذين يجلّونه كثيرا وكان يراسلهم ويزورهم من أمثال الشيخ الطاهر العبيدي والشيخ المصلح المجاهد عبد الرحمان بن الطاهر والشيخ عطية مسعودي ومصطفى الحاشي وعبدالقادر بن مصطفى(الزنيني) ومحمد بن الاخضر حساني ومحمد الاخضر السائحي ومصطفى القاسمي والشيخ عبدالحميد مختاري وغيرهم كثير …
وصلى الله على سيدنا محمد وآله