dbsf88
السٌّمعَة : 0 البلد : عدد المساهمات : 57 الدرجات : 182 تاريخ التسجيل : 29/10/2009
| موضوع: الشيخ عبد الباقي – حمميدي - الخميس أكتوبر 07, 2010 3:01 pm | |
| ولد الشيخ سيدي عبد الباقي حميدي بن سي أحمد حوالي سنة : 1300 هـ ( 1882م) بفرقة أولاد الغربي عرش أولادالاغويني بلدية عين معبد (ولاية الجلفة ). ينتهي نسبه إلىسيدي نائل . نشأ في أسرة فقيرة لا تملك ثروة مادية ولكنها غنية النفس كريمة الطبع والأخلاق طيبة النسب والأعراق .وكان أبوه رجلا صالحا يتمتع بسمعة طيبة لدى عامة الناس وخاصتهم يكتسب رزقه من عرق جبينه ، وكان عفيفا صبورا كريما جوادا وعلى هذه الأخلاق السامية نشأ وتربى الولد الصالح سيدي عبد الباقي حفظ ما تيسر من ذكر الله الحكيم وتعلم ما لابد منه من فقه الدين . ومع ما كانت عليه حال أسرته إتجه في أول مراحل حياته إلى الإحتراف فتعلم مهنة البناء وأتقنها ، ثم رئيسا لورشة كانت تعمل بجني وبيع محصول الحلفاء لشركة فرنسية بمنطقة الجلفة ( آنذاك ) وأخيرا مسيرا وراعيا لممتلكات سيدي أحمد بن الشريف رحمه الله ، ومشرفا وأمينا على أهل بيته بعين معبد . وكان محل إحترام وتقديرهذه الأسرة الكريمة من حيث الإستقامةوحفظ الأمانة وحسن الخلق ، وهكذا مكث الشيخ في عمله قرير العين مطمئن البال في سعة ورغد من العيش الهني . وشاءت قدرة الله تعالى وقضت حكمته في سابق الأزل أن تتدخل في مجريات حياته وتغييرها من حال إلى حال وجعل الله لذلك أسبابا . ففى هذه الأثناء تخلى المشرفون عن خدمة مركز – مولى الأنشاد – لظروف وقعت في حينها لم نعلم عن حقيقتها شيئــا وعلى إثرها اجتمع شيوخ أولاد سيدي أحمد ( عرش السحاري ) وقرروا تعيين الشيخ سيدي عبد الباقي مقدما وخادما للمركز ، فأرسلوا إليه من يحضره ولما حضر كلفوه مباشرة بالإشراف على خدمة ورعاية مركز مولى الأنشاد . فلم يجد الشيخ ما يقوله إلا السمع والطاعة . فرجع إلى سيده وأخبره بما جرى فسرحه وسمح له بالإنصراف ودعا له بالخير وانتقل الشيخ لتوّه رفقةأسرته إلى مركز الشيخين( مولىالأنشاد) وشرع مع بعض مساعديه في عملية الإصلاح فبنى مسكنا متواضعا لأسرته ورمم المسجد والضريحين والمقبرة والبيوت القديمة وشيد بيوتا أخرى للزوار والضيوف ، وزود المرككريمالمياه الصالحة للشرب . وفي إطار المواصلات قام بعدة إنجازات مهمة منها : طريق بجسره ( 1) على الواد الفاصل بين ضريحي الشيخين سيدي أحمد بن امحمد وسيدي أحمد بن يعقوب ، والطريق الرابط بين عين معبد والمركز ، وثالث يربط بين المركز والطريق الوطني رقم (1). واستمر الشيخ في عملياته الإصلاحية بجدٍ وإخلاص ليل نهار وشملته العناية الإلهية والنفحات الربانية فصار من كبار الشيوخ العارفين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)صنع من خشب العرعر الصلب بدقة وإتقان لازال قائما في حالة جيدة لحد الآن.
المتحققين المستمسكين بكتاب الله وسنة سيد المرسلين صلىالله عليه وسلم وهذا ببركة الشيخين صاحبي المركز المعمور وببركة شيخه في التربية والسلوك سيدي عبد الحميد مختاري والذي سبق وأن لقنه وأسرته ورد الطريق الرحمانية وأجازه فيه إجازة خاصة متميزة عن غيره وعمر المركز في زمنه عمارة منقطعة النظير فصار مقصدا للزوارمن جميع النواحي للتبرك والإستشفاء وجعل الله علي يده الفتح المبين. وكان الشيخ يشارك مقاديمه في بعض الأعمال ، وأحيانا يقوم بها بنفسه يجمع الحطب ، ويجلب الماء ، ويفرق الصدقات على الفقراء والمحتاجين وكان يرغّب في الأعمال الصالحة ويدعو إلى التمسك بالأخلاق الفاضلة ويحث على الدين وبر الوالدين . وكان رحمه الله يعظم المشايخ والعلماء ورجال الدين يستقبلهم بحفاوة واحترام ، يجلهم ويحسن ضيافتهم ، ويزورهم زيارة تليق بمقامهم الرفيع وخاصة شيخه سيدي عبد الحميد مختاري ، وسيدي بولنوار مختاري وسيدي الحاج عبد الله النعاس حفيد الولي الصالح سيدي عبد الرحمان النعاس رضي الله عنهم أجمعين . وكان الشيخ رحمه الله يتصف بالزهد والتواضع والكرم والجود . وفي شهر مارس من عام 1385 هـ ( 1965 م ) انتقل الشيخ سيدي عبد الباقي إلى رحمة الله ودفن بجوار الشيخ سيدي أحمدبن امحمد بالمركز المعمور بوصية منه . رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه ونفعناببركاته .-آمين- وخلفه ابنه سيدي عامر وتبعه في العناية بالمركز فقام بدوره ببعض الإصلاحات الضرورية فشيد حيا سكنيا جديدا ، وخصص حافلة لنقل الزوار من وإلى المركز ، وجرارا لتموين المركز بالمواد الغذائية والحطب وما إلى غير ذلك من اللوازم الضرورية كما زود المركز بالمياه الصالحة للشرب . وسار على نهج والده ساعيا في الخير بكل ما أوتي من جهد إلى أن وافته المنية ولقي ربه على خير مطية وذلك سنة : ( 1998 م ) رحمه الله . وقد أوصى بالخلافة لولده سيدي عطية ولكنه تنازل عنها طواعية لأخيه سيدي عبد الباقي سمي جده وقد أقر خلافته شيوخ المنطقة ومقاديم المركز . وكان والده رحمه الله قد أرسله في صغره مع بعض الإخوان إلى شيخ زاوية الإدريسية سيدي عبد القادر طاهيري رضي الله عنه فأخذ عنه ( الميثاق ) في الطريقة الرحمانية . ونشير إلى أن المركز كان قد توقف عن نشاطه المعتاد في خلافة والده رحمه الله وذلك في سنة : 1996 إلى نهاية العام : 2001 بسبب تردى الأوضاع الأمنية بالمنطقة في تلك الفترة . وجاء الفرج من المولى العلي القدير وتحسنت الأوضاع الأمنية وعادت إلى النفوس الثقة والطمأنينة عاد المركز إلى نشاطه كما كان في سابق عهده مع بداية سنة 2002 وذلك بفضل الله تعالى ثم بما بذله الشيخ سيدي عبد الباقي من جهود متواصلة من اهتمام ومتابعة وعناية . ومما يعرف به الشيخ تواضعه وحسن أخلاقه وعلاقته الوطيدة بالشيخ سيدي البشير بن عبد المجيد – رحمه الله – حيث كان من حين لآخر يحضر مجلسه بعين معبد ويستمع منه ويلتمس بركته . نسأل الله له التوفيق والنجاح فيما يحبّْ مولانا ويرضاه إنه سميع قريب مجيب لمن دعاه رحمه الله. | |
|