dbsf88
السٌّمعَة : 0 البلد : عدد المساهمات : 57 الدرجات : 182 تاريخ التسجيل : 29/10/2009
| موضوع: الشيخ محمد بن عبد الرحـمان الديسي الخميس أكتوبر 07, 2010 3:35 pm | |
| ولد الشيخ محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمان الديسي في قرية تدعى الديس تقع على مسافة قليلة من مدينة بوسعادة بالجنوب الجزائري و قد اجتمع المترجمون على أن تاريخ ميلاده كان سنة 1270 هـ الموافق لسنة 1854م (1) نشأ يتيما ، و فقد بصره في سن مبكرة (2) ، درس في قريته ، ثم في زاوية ابن أبي داود التي تخرج منها مؤسس زاوية الهامل الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي .تزوج في قريته ثم انتقل إلى زاوية الهامل مدرسا فتزوج امرأة ثانية من الأسرة القاسمية ، و أنجبت له الأولى طفلا أسماه "أحمد بن بوداود " تبركا بأحد شيوخ الزاوية التي تعلم فيها ، و قد عاش بعد وفاة أبيه ، و كان أحد كتاب آثاره ، و أنجبت له الثانية طفلا أيضا ، أسماه "الصدّيق " توفي في حياة والده ، و عمره نحو ثماني عشرة سنة (3).كان الديسي على ثقافة واسعة ، يؤثر العزلة ، كما كانت علاقاته ودية مع الكثيرين من معاصريه ، و لم يكن ذا ميل إلى الحط من سمعة الآخرين ، و لا على تسفيه آرائهم ، إلا إذا رأى ضلالا في الرأي ، أو انحرافا عن الدين ، فإنه لا يتردد في تسفيه رأي خصمه و السخرية منه ، و كان ابن باديس يثق في رأيه و يستفتيه ، كما كان الديسي يكن له الحب و التقدير. قضى الديسي حياته متعلما ، و مدرسا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الديسي حياته و آثاره و أدبه . د عمر بن قينة . ص 13 – مركب الطباعة برغاية- (2) يذكر د عمر بن قينة أنه من خلال ترجمة مخطوط بقلم أحد تلاميذ الديسي أن عبد الرحمان الديسي مات والده بأيام قليلة بعد ميلاده ، و أدخلته والدته الكتاب ، و لما وصل إلى سورة "المدثر" أصيب بالجدري ، فكف بصره . (3) الديسي حياته و آثاره و أدبه . د عمر بن قينة . ص 25. و أديبا منتجا ، إلى أن توفي فجر يوم 22 من ذي الحجة سنة 1339 هـ ، الموافق ليوم 27 من أوت سنة 1921 م و ترك آثارا طبع القليل جدا منها و بقي البعض الآخر مخطوطا عند الأفراد و الجماعات (1). لقد عاش محمد بن عبد الرحمان و تربي على الدراسة والمجاهدة في الاطلاع فكان شاعرا يفيض شعره عبقا وإخلاصاوانصهارا في ما يجود به من الشعر ، كما قد ترك مثل ما أسلفنا سابقا كتبا دينية و أدبية و كثيرا من الشروح التي خصت الأدب والدين و بعض مؤلفاته نذكر من بينهم تفضيل البادية بالأدلة الواضحة البادية ، جواهر الفوائد وزواهر الفرائد ، ديوان "منة الحنان المنان" ، المناظرة بين العلم و الجهل إفحام الطاعن برد المطاعن ، هدم المناروكشف العوار ،تـوهين القول المتين ، العقيدة الفريدة ، سلم الوصول ، بذل الكرامة لقراءة المقامة المشرب الراوي على منظومة الشبراوي...الخ و كانت له مراسلات كثيرة نذكر منها رسالته لعبد القادر بن ابراهيم المسعدي ، و إلى الإمام الشيخ بن باديس ، و إلى أبي القاسم الحفناوي و غيرهم .. كما أنه اهتم كثيرا بالشعر ، فكان شاعرا فذا ، يعتلي منـزلة هامة في حركة الشعر الجزائري ، فكان يعبر عن الفترة التي عاشها ، (لكنه يحمل شخصيته ، و طابعه بالرغم من أنه تناول في شعره أهم الموضوعات
ــــــــــــــــــ (1) نفس المرجع السابق . ص 26
الشعرية التي عرفها الشعر العربي على مر العصور ، بما فيها شعر المنظومات ، ذات الغرض التعليمي) (1) لقد تفنن في مختلف أغراض الشعر العربي من المديح و التهاني و الوصف و التقاريظ و الإخوانيات و الرثاء و الـمنظومات و الألغاز و غيرها فانعكست على شعره ثقافته الواسعة الدينية و الأدبية من خلال الاقتباس و التضمين و المصطلحات و الألفاظ الفقهية كما تميز بالصدق و المعاناة في مواضيع عدة. و نرد في هذا المجال ما مدح به الشيخ محمد بن أبي القاسم في ديوان "منة الحنان المنان" (2) صل يا رب و سلـم أبـدا عـلى خير الخلق عـرب و عجـم ما جمال الروض ما ذكر إرم ما عنـاء مـا عصـير مـن كـرم ما سمو البدر في أفق السمـا كعـلا شهـم سـجاياه الكــرم أمـة الأمـة في أمـتنــا قطـب فضل خــير أستاذ يـؤم مرشد الخلق إلى سبل الهـدى زكي الأحـوال محمـود الـشيم من أعاد الغرب روضا يشتهى بعد ما كـان مواتا لــم يـرم بذر الخـير به حتى ازدهــى فلأرض الغرب فـخر قـد عظم جدد الديـن و قد كان وهـى نـصح الأمة في الــوقت الأهم و لقد أحيـا رسوما درسـت بدروس كم لها فضل وكــم حق أن تسعى المطــايا نحوه لوذعي تاج أرباب الهـمــم علـم الأعلام معلى قــدره إذ تراهم رفعوا الاسـم العـلم
ـــــــــــــــــــــــ (1)نفس المرجع السابق . ص 87 (2)نفس المرجع السابق . ص 275 ، 276
واسـمه الحمد البليغ المرتضى و اشتقاق الإسم عندي من "وسم" طابق الاسم فعـالا حسنهـا يخجل الدر النفيـس المنتظـم ورث السؤدد عن أسلافــه إذ لهم في ذروة المـجد قـدم نسب مثـل لآلي نـسقـت منه حتى الـمصطفى خير النسم طاب أصلا و فروعـا وجنـى منبع الأسرار ، مصباح الظلـم شمس فضل طـلعت في أفقنـا فانجلى عنا بـها كل قـــتم حجة الله على الخلق فـــمن عارض الحجـة فهو الـمنفصم خادم الـسنة مـخدوم الـورى فاعجبوا من خادم ، كيف خدم ظهرت أسـراره وانـبجـست مـن طوايـاه ينابيـع الحـكم زاده الله تـعـالى رفـعـــة فلقد أسدى لنـا النفع الأعـم حـدّثوا عـنه بـما شئتـم ولا حرج عنـكم فهذا الخير يـم قد روى الفيـض لنا عن نائـل عن عطاء ، عن يسار ، عن كرم وروى الـكل لنا عـن جـابر عن سعيد ، أنه السعد الأتـم صـرت يا عيد بـه عيد هــنا كيف لاوهو الإمام الـمحترم أنت تـأتي بسـرور ينقــضي و هــو للخـلق سرور و نعم ذو مــزايا لا يفي المدح بـها كيف يحويها قصـوري لا و لم و مـرامي منكم نيل الـرضـى إن قلبي لكسير ذو ألــــم فانظــرونا نظرة تصلحـنــا واعتقوا ذو الرق فالفضـل لكم قد نزلــنا ساحة الليث و مـن كان جار الليث قط لم يــظم و حللنـا حرمـا آمنـا ، و لا أحـد يـجني على من بالحرم و عليـكم من تحيـات سـمت ما أضاء البرق ، أو سحت ديم و على الإخوان طــرا سيّـما من أتى المسجد أو من قد خدم و على الأقـطاب أشياخ لنـا ذكرهم يشفي عـضالات السقم شيخنا المختار شيخ كـاسمـه و ابن عزوز الجناب المنفخـم تارزي بـاشا من حـاز العـلا أزهري فخر عرب و عـجـم جد لنا يا ربنا مـن فـيـضهم و اصلحن أحوالنا يا ذا الكـرم صـلوات الله تتـرى للــذي قـد هدانا ، و به الأمر ختم و على آل و صـحب كـرموا ما سرى البدر و ما خط القلم ضـاع عرف البان إذ أرخـها تاسع الحجـة يـوم يغتــنم -تمت-
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
| |
|