الشيخ الواصل القدوة الكامل الطود الشامخ العارف الراسخ ،جبل السنة والدين ، وعلم المتقين والمهتدين ، الجامع بين الشريعة والحقيقة المعترف بخصوصيته الخاص والعام ، نادرة الزمان ومصباح الأوان القطب الجامع الغوث النافع ، أبو العباس مولاناأحمد بن الولي الكبير والعالم الخبير أبي عبد الله محمد فتحابن المختار بن أحمد بن محمد فتحا إبن سالم الشريف الحسني الكامل التجاني، يرفع نسبه إلى الإمام محمد النفس الزكية ابن عبد الله الكامل .كان رحمه الله من العلماء العاملين والأئمة المجتهدين ، ممن جمع بين الدين ، وشرف العلم والعمل واليقين قوي الظاهر والباطن ، كامل الأنوار والمحاسن بهي المنظر جميل المظهر جديد القدر شهير الذكر .
ولد سنة : 1150هـ بقرية عين ماضي ونشأ بها في عفاف وأمانة وحفظ وصيانة مقبلا على الجد والإجتهاد مائلا إلى العزلة والإنفراد مشتغلا بالقراءة معتادا للتلاوة ، فحفظ القرآن وهو ابن سبعة أعوام
ثم اشتغل بطلب العلوم حتى رأس فيها وحصّل معانيها ومن شيوخه فيها العلامة العارف سيدي المبروك بن بوعافيه المضاوي التجاني ، ثم ارتحل إلى ناحية المغرب لفاس وأحوازها سنة 1171هـ، وهو ابن إحدى وعشرين سنة وسمع فيها شيئا من الحديث ، ثم انتقل من المغرب قاصدا بلد الأبيض في ناحية الصحراء حيث ضريح سيدي الشيخ ومكث هناك خمسة أعوام مشتغلا بالقراءة والعبادة والتدريس والتلاوة ،وزار من خلالها بلدة عين ماضي دار آبائه ،ثم ارتحل منها إلى تلمسان وأقام بها مدةيدرس فيها التفسير والحديث وغيرهما ،إلى أن لاحت عليه بوارق الفتح ومباديه وظهر عليه من الخوارق،ومادان له به شانيه ومعاديه
وذلك سنة 1181هـ ثم انتقل من تلمسان قاصدا الحج سنة :
1186هـ فمر بتونس فحبسته الأقدار هناك سنةكاملة ثم بعدها حج وزار سنة سبع وثمانين.ولما رجع من حجه ووصل تلمسان سنة ثمان وثمنين أقام بها مجتهدا في العبادة والدلالة على الله تعالى ثم سافر منها إلى مدينة فاس بقصد زيارة قطبها وقطب المغرب بأسره مولاناإدريس رضي الله عنه وذلك سنة إحدى وتسعين فوصل إليها وزارها وبقي بها يتردد لزيارته مدة ، ثم رجع لتلمسان وأقام بها مدة ثم ارتحل منها لناحية الصحراء سنة ستة وتسعين ونزل بقرية القطب الكبير سيدي أبي سمغون
(1)وأقام بها واستوطنها وفيها وقع له الفتح الكبير .ومن هذا الوقت والأسرار والأنوار تترادف عليه والوفود من جميع النواحي تقصده وتأتي إليه، ثم انتقل من قرية أبي سمغون سابع عشر ربيع النبوي عام : 1213هـ قاصدا إستيطان مدينة فاس ،وكان دخوله لها سادس ربيع الثاني من العام المذكور، وفي المحرم الحرام من السنة التي بعدها وهي اربع عشرة حل رضي الله عنه مقام القطبانية الغوثية فنال بذلك من مطلوبه كل أمنية .توفي -رحمه الله- صبيحة يوم الخميس 17شوال 123هـ
حضر جنازته مالا يحصىمن علماء فاس وصلحائها وأعيانها ، وصلى عليه الفقيه العلامة أبو عبد الله سيدي محمد بن إبراهيم، ودفن بزاويته المشهورة وضريحه بها مشهور معظم محترم مزار أهـ.((ملخص من كتاب: تعريف الخلف برجال السلف ))
- تأليف :أبي القاسم محمد الحفناوي -وقد انتشرت الطريقة التجانية وعم خيرها في كثير من الدول الإفريقية وخاصةفي السنغال ،فحجم وجودها بهذا البلد أكبر بكثير من حجمه في البلدان الأخرى
-رحم الله مؤسسها وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرالجزاء-