" و من الناس و الدواب و الأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور " (1)
-صدق الله العظيم -
هو السعيد بن أحمد بن سعد الملقب ( الكلبي ) ، البوعبدلي عرشا الدنيديني فرقة ، النائلي نسبا ، المالكي مذهبا ، الجنيدي طريقة .ولد سنة : 1270 هـ ( 1835 م ) بناحية ( ضاية الحرمل ) بلدية دار الشيوخ ، ولاية الجلفة .نشأ نشأة صالحة ، وتربى تربية دينية ، قرأ القرآن الكريم وحفظه حفظا جيدا ، وتفقه في علوم الدين بزاوية أستاذه الشيخ عبد الرحمان النعاس وأخذ عنه الطريقه الرحمانية ، وأذن له في اعطاء الورد ودعاله بالبركة والصلاح .وكان شيخه يحبه ويثني عليه كثيرا ، ويقول فيه : أفضل أقرانه علما ودراية بعلوم الدين . ويقول فيه أيضا : المريد الصادق من يفتخر به شيخه لا الذي يفتخر بشيخه .وكان- رحمه الله - ملازما للصلوات الخمس مع أستاذه ، ولا يرى إلا في درسه ، أو في قراءة كتبه ، لا يدع التهجد بالليل .هكذا كان دأبه مدة حياته إلى أن إنتقل إلى جوار ربه يوم 4 محرم 1365هـ ( 1945 م ) ودفن بمقبرة سي الهادي بحاسي بحبح ، تغمده الله برحمته ، ونفعنا ببركاته . وللشيخ - رحمه الله - عدة مخطوطات خطها بيده ، منها مصاحف القرآن الكريم ، وقصائد مختلفة المواضيع منها في مدح سيد الوجود صلى الله عليه وسلم ، وفي مدح شيخه عبد الرحمان النعاس -رضي الله عنه -ــــــــــــــــــ(1) الآية 28 من سورة فاطرومن نظمه في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم هذه القصيدة : يارب صــل وسلم على النور البـادي طـــه يس المعظم الرسول الهادي صلاة عد الأفلاك والمحيط والأمـــلاك والبحور والأسماك مـافي الأرض أعداد صلاة عد الآيات حرف اضبط الكلمـات مضروب في الكائنات ناطق والجمـاد صلاة من الجبار على نبينا المخــــتار قدر الجنة والنار مع طول الأبــاد أكثركل اكثيراصلاة عن شفيع المخـلوقات ضعف دليل الخيرات نسخ كل ابلاد ذي الصلاة انا نهديها للنبي طه يرضيــها ياربحي وسعدي بها هي عـوني وزاد لما يقبلها مولايا ربنا مولى العطـــــايا نفرح وازيد الهدايا ألف ألوف اعداد صلاة مليار آلاف عدد من كل أوصــاف على المنعوت في الأعراف خير الخلق الهادي نرجى من الله الرحمة انا واضعاف من الأمة من فضل يعطين قسما في يوم الميعادندخل بها في الجنان أنا وإخوة من الإخـوان يارب وانت الحنان يا واحد أحــاد أناعبدك ضعيف وأنت مـــولايا رؤوف اعف عني يالطيف لا غيرك مقصاد و من قصائده أيضا " الله ، الله ، الله ،الله يا واحـد صل على محمـدمن صاب أعياد في الصيل أجواد عنهم نقدو نصفا الاسْياد نقطع الأوهـــاد راهم بعدو أيا عـــراف اسمــــع الأوصاف اللي يدو إذاك خيال تعرف الأصــــيال هذون جدو
أزرق شلواح قمر الأســـطاح طاير وحـدو
أدهم مربوط كوري مبطــوط عصى سيـدو
أبيض يزيان ثلج الكيفــــان طاح ابصردو
أحمر زعرور نعمان البـــــور طبع ابلادو
أخضر خزاز والقــــارب فاز ذهبي جلـدو
احماري قماز من دم اقيـــاز في البيت وردو راني مهموم ماجاني نوم والدمـــوع زادو من حب دحمان قاوي البرهــان طول وعدو نختار اثليح فى الخز اريــح من اللي وجـدو سرج مقيوم قماز انجوم والروس يقــــدو واشليل مرقوم مُلاه مغــروم قا يم عــودو يطوي لباس مهــوش خـماس راع افـرادو ادير الغاط برنوس اغــواط حـول اجريدو ويزيد سروال بست الفـــلال سباط جهدو وسير الأبراد قبل التصــهاد دحـمان قصدو وقت أنْ يصفا البحــــر الوفــا إقبّل يدو تكسيه الأنوار مثل الــمدرار يصـفا جسدو عنده يرتاح ضي المصــباح وشـــد عهدو يكن مضمان مع الإخــوان من نــار بعدو سعد اللي زار يـمحي الاوزار وزيد سعــدو وانا ضعيف مالي تصــريف مملوك عـــبدو نطلب سبحان يرضى دحـمان عن موريــدو نطلب سلام يرضى الإمــام ويحب عبـــدو شيــخي حنين سيد الثقلــين مكـان وجدو شيــخي دليل للسلسبـــــيل منو وردو شيــخي حليم طب السقــيم الأطباب عندو الاخــوان أهل الاحســـــان أياو تقدو تصــفاو الغوث لكم مبعــوث الاكوان بيدولكــم نصاح الى الفــــلاح لا شيخ بعدوسالك رباي فيدو الأسماي علاج عنـدو
تم النظام من الغلام على سيــــدو
يبغي التحرار من الأشرار للخير قدو ( 1)
وخلف - رحمه الله - ثلاثة أولاد منهم بنت ، واسمها ، أم الخير الملقبة ( الطالبة ) (2 ) . أكبر أولاده العالم العلامة الشيخ محمد الأزهرى المولود سنة : 1307 هـ الموافق لـ 1889 م .استظهر القرآن الكريم وهو ابن الست عشر سنة ، وتفقه في علوم الدين على يد والده وعن بعض مشايخ الزاوية النعاسية منهم الشيخ مهني وعقبة بن فرحات ، و ابن الشيوخ ، وتلقى علم اللغة العربية عن بعض مشايخ منطقتنا الصحراوية وله الباع الطويل العريض في علم اللغة العربية فكان سبويه زمانه . ــــــــــــــــــــــ(1) هكذا في الأصل(2) كانت ابنته أم الخير الملقبة ( الطالبة ) : تحفظ عدة أجزاء من القرآن الكريم . ولدت سنة : 1895 وتوفيت سنة : 1967 . ودفنت بمقبرة سي الهادي بحاسي بحبح -رحمها الله -وكان - رحمه الله - يحفظ حفظا جيدا عدة متون منها : ا لرحمانية والرحبية ، وابن عاشر والعاصمية ، والأجرومية ، وجوهرة التوحيد وا لسنوسية ، وا لبردة . ونال هذا الفتح العظيم ببركة شيخه العارف بالله عبد الرحمان النعاس.وكان شيخه معجبا بخطه ، يقول فيه : خطك لا مثيل له .وتولى كاتبا عند أحمد بن الشريف سنة : 1914ولم يلبث مدة طويلة في هذه المهنة ، فتركها واشتغل بالعلم والتدريس ومن تلامذته الشريف وشقيقه ، عبد الله بن محمد ابن الولي الصالح الشيخ عبد الرحمان النعاس - رضي الله عنه - و أبي التقى ، ومعاوية بن الشريف ، و طه ابن الشريف ، وسي عبد القادر بكاي و الحواس و عبد القادر (الدمدي ) و صلاح عيسى ، وغيرهم................وأذن له شيخه في إعطاء العهد وتلقين الأوراد ، وأجازه أيضا العلامة الشيخ بن السيفر ، ولديه في ذلك شهادات ووثائق منحهاله مشايخه يحتفظ بها حاليا ابن أخيه .ويذكر أن الشيخ بن عزوز الهاملي - رحمه الله -كان إذا سئل عن مسألة فقهية وخاصة فيما يتعلق بالمواريث فيجيب سائله : هل استفتيت في هذه المسألة الشيخ محمد الأزهري ؟ فإن أجاب بنعم ، فلا يفتي بعده في المسألة إطلاقا ، وهذا مايدل على أن الشيخ محمد الأزهري كانت له بالعلم عناية ودراية ، ومن مخطوطاته التى خلفها مصاحف من القرآن الكريم ، وله أيضا رسائل مخطوطة بيده في الفقه والفلك ، وغيرهما.وكانت وفاته -رحمه الله - يوم الثلاثاء 27 جمادى الأول 1402هـ الموافقة لـ : 22/03/1982 م. ودفن بمقبرة سي الهادي بحاسي بحبح - رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه - .وكان شقيقه الشيخ الطاهر على نهجه حلما ، وعلما فكان من الرجال الأتقياء ، وأوقاته كلها معمورة بالطاعة ، من صلاة ، وقراءة القرآن وذكر .ولد سنة : 1311 هـ ( 1893 م ) . فنشأ نشأة صالحة مرضي الأخلاق ، محمود الأحوال ، حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وتفقه في علوم الدين ماشاء الله ، وكان حكيما ، أديبا ، شاعرا. توفي - رحمه الله - يوم 26 محرم 1405 هـ ( 12/10/1984 م ) ودفن بجوار ضريح الولي الصالح الشيخ عبد الرحمان النعاس بدار الشيوخ بوصية منه . رحمه الله